منذ اللحظة الأولى في تلك الأمسية بدأت لعبة
الحوار الممتع معها , يأخذ كل منا طرف المبادرة
عنوة قبل أن نمنحه لبعضنا البعض بلباقة الزملاء , كانت تمهد الطريق دائماً لتوصلني إلى المحطة التي تريدها مسبقاً لتساعد بذلك على اختصار المسافة بين فكري و عقلها فتشعر وكأن لا مسافة بينهما و لكن العكس هو الصحيح .
أخبرتها أنني في البدء ابتعت التذاكر لدعوة حلا إلى هذه الحفلة و قد خمنت حينها أنها لربما ستأتي برفقة إحدى صديقاتها وهذا ما فسر المقعد الفارغ بجانب فرح وكالعادة اعتذرت حلا عن المجيء لأنها لا تملك الوقت الكافي بسبب زيارتها القصيرة لدمشق . وقد قمت بالالحاح على فرح للقدوم لأنها الوحيدة التي تستطيع إعطاء بعض التفاسير المحتملة للفوضى التي تجتاح كياني مؤخراً .
قلت : أترين إذاً ففي الحقيقة إنني لم أدعوك لسماع الموسيقى بقدر ما أردت أن أسمعك صراخ المشادة التي تحدث في كل لحظة بين عقلي و قلبي, فاعذريني لأجل هذا . أنا حبيب سيء و صديق أسوأ في هذه الأيام .
قالت وقد ركزت عيونها على الستارة الحمراء : لا عليك, أنت تعلم حقاُ أنني لا أحبذ الاقتراب من الناس المدليين عاشقي المظاهر الاجتماعية الذين في النهاية تزوجهم أمهاتهم, فليس صديقي من لم يعرف الألم و الخيبة والفجيعة و الفوضى و لست فرح إن لم أحاول إعادة الابتسامة على وجوههم,
أما فيما يتعلق ب حلا فإنني قلت لك مراراً أنك ومن دون شك شديد الإعجاب بها فقط , لا أكثر ولا أقل.
قلت :كم أتمنى ذلك حقاً .. فأنا عاجز تماماً عن تفسير ما يحدث لي ... بدأت أومن بأن هناك أحداثاً في الحياة لسنا قادرين على فهمها مطلقاً .. كالفرق مثلاً بين الإعجاب و الحب
فقد تعجبكِ لوحة في أحد المعارض و تقضين بضعة ساعات من الوقت تتأملين تفاصيلها ولكن في المقابل حين تحبين اللوحة التي على الحائط المجاور فإنك ستقفين أمامها خمسة دقائق فقط !
والسبب هو يقينك بأنك ستأتين لسرقتها ليلاً .
قالت : أترى هذا الستار الأحمر , تخيل معي لو تم أخبارنا الآن أنه سيفتح في هذه اللحظة لنرى إحدى أعظم اللوحات الفنية في التاريخ ... فماذا تتمنى أن تكون هذه اللوحة ؟
أجبت بدون تردد : الموناليزا
ابتسمت حينها كابتسامة من ينال من عدوه بعد ألف معركة ثم قالت :
هناك يا عزيزي طبيب حنجرة مشهور قال عندما وقف أمام الموناليزا "رائعة دافنشي " :
تعبير الوجه لامرأة تشكو من التهاب الحلق و الحنجرة .. هذا كل ما أراه فيها
أما محبوبك فرويد , فكل ما قال في حضرة الجيوكاندا :
ليس فيها أنوثة , إنها شاب متنكر في ثياب أمرأة , هذا دليل على أن من رسمها منحرف جنسياً !
ولكن مع كل هذا تبقى المونليرا .. هي الموناليزا .
أما سؤالي لك ... ماذا لو كنت فرويد أو ذلك الطبيب المشهور ؟
أنا متأكد أن كلاهما يتعمد الإساءة , لا بل إني أجزم أنها مجرد تصريحات لمعاكسة الحقيقة من أجل لفت الانتباه ... على مبدأ خالف تعرف .
آه كم أرغب في الحديث معك بعد أول لقاء سيجمعك معها
قلت : من تقصدين الموناليزا أم حلا ؟
قالت : لا بل كلاهما
أطفئت أنوار القاعة و سادت الموسيقا المكان لتنسيني النظر الى الخلف والايمن قليلاً...
..... يتبع
عنوة قبل أن نمنحه لبعضنا البعض بلباقة الزملاء , كانت تمهد الطريق دائماً لتوصلني إلى المحطة التي تريدها مسبقاً لتساعد بذلك على اختصار المسافة بين فكري و عقلها فتشعر وكأن لا مسافة بينهما و لكن العكس هو الصحيح .
أخبرتها أنني في البدء ابتعت التذاكر لدعوة حلا إلى هذه الحفلة و قد خمنت حينها أنها لربما ستأتي برفقة إحدى صديقاتها وهذا ما فسر المقعد الفارغ بجانب فرح وكالعادة اعتذرت حلا عن المجيء لأنها لا تملك الوقت الكافي بسبب زيارتها القصيرة لدمشق . وقد قمت بالالحاح على فرح للقدوم لأنها الوحيدة التي تستطيع إعطاء بعض التفاسير المحتملة للفوضى التي تجتاح كياني مؤخراً .
قلت : أترين إذاً ففي الحقيقة إنني لم أدعوك لسماع الموسيقى بقدر ما أردت أن أسمعك صراخ المشادة التي تحدث في كل لحظة بين عقلي و قلبي, فاعذريني لأجل هذا . أنا حبيب سيء و صديق أسوأ في هذه الأيام .
قالت وقد ركزت عيونها على الستارة الحمراء : لا عليك, أنت تعلم حقاُ أنني لا أحبذ الاقتراب من الناس المدليين عاشقي المظاهر الاجتماعية الذين في النهاية تزوجهم أمهاتهم, فليس صديقي من لم يعرف الألم و الخيبة والفجيعة و الفوضى و لست فرح إن لم أحاول إعادة الابتسامة على وجوههم,
أما فيما يتعلق ب حلا فإنني قلت لك مراراً أنك ومن دون شك شديد الإعجاب بها فقط , لا أكثر ولا أقل.
قلت :كم أتمنى ذلك حقاً .. فأنا عاجز تماماً عن تفسير ما يحدث لي ... بدأت أومن بأن هناك أحداثاً في الحياة لسنا قادرين على فهمها مطلقاً .. كالفرق مثلاً بين الإعجاب و الحب
فقد تعجبكِ لوحة في أحد المعارض و تقضين بضعة ساعات من الوقت تتأملين تفاصيلها ولكن في المقابل حين تحبين اللوحة التي على الحائط المجاور فإنك ستقفين أمامها خمسة دقائق فقط !
والسبب هو يقينك بأنك ستأتين لسرقتها ليلاً .
قالت : أترى هذا الستار الأحمر , تخيل معي لو تم أخبارنا الآن أنه سيفتح في هذه اللحظة لنرى إحدى أعظم اللوحات الفنية في التاريخ ... فماذا تتمنى أن تكون هذه اللوحة ؟
أجبت بدون تردد : الموناليزا
ابتسمت حينها كابتسامة من ينال من عدوه بعد ألف معركة ثم قالت :
هناك يا عزيزي طبيب حنجرة مشهور قال عندما وقف أمام الموناليزا "رائعة دافنشي " :
تعبير الوجه لامرأة تشكو من التهاب الحلق و الحنجرة .. هذا كل ما أراه فيها
أما محبوبك فرويد , فكل ما قال في حضرة الجيوكاندا :
ليس فيها أنوثة , إنها شاب متنكر في ثياب أمرأة , هذا دليل على أن من رسمها منحرف جنسياً !
ولكن مع كل هذا تبقى المونليرا .. هي الموناليزا .
أما سؤالي لك ... ماذا لو كنت فرويد أو ذلك الطبيب المشهور ؟
أنا متأكد أن كلاهما يتعمد الإساءة , لا بل إني أجزم أنها مجرد تصريحات لمعاكسة الحقيقة من أجل لفت الانتباه ... على مبدأ خالف تعرف .
آه كم أرغب في الحديث معك بعد أول لقاء سيجمعك معها
قلت : من تقصدين الموناليزا أم حلا ؟
قالت : لا بل كلاهما
أطفئت أنوار القاعة و سادت الموسيقا المكان لتنسيني النظر الى الخلف والايمن قليلاً...
..... يتبع
No comments:
Post a Comment