Translate

Sunday, 3 May 2015

البيضة قد كسرت

رسالتي الى ذلك المواطن الذي لا يزال يحمل عن وطنه انطباعاً فردوسياً ... فهو لا يسمع الا إيقاع الطبيعة فوق المروج الخضراء ولا ينصت الا لحكايات الرعاة خلال جوالاته بين هضاب جنته الهادئة وبنفس الوقت تراه أصماً أمام الزهور التي تثرثر حول الموت و ضرير لا يرى مواكب الموتى تتوافد ع المساجد قبل كل صلاة و تخرج بعد كل قداس .

هذا المسكين لم يدرك أنه في هذه الحياة الإكلينيكية ليس الا حالة ملقاه على سرير مهترء من ضمائر الانسانية ولم يدركنا نحن أيضا هذه الملايين من الرؤوس القابعه معه على نفس السرير المهترء وتحت نفس السقف .... سقف الوطن !
تذهب لتمد يد العون لكن دون جدوى ... يطول الحوار و يمتد ... فجأة يقول لك :
** : حسناً .. أعترف بذلك ... البيضة قد كسرت !

يطغى عليك شعور الطبيب عندما يخطو مريضه اولى خطواته نحو الشفاء و تتناسى قباحة تشبيه القلوب المدماة المكسورة بالبيض ..

لكن لا يدوم ذلك طويلا حتى يردف قائلا :
**: " لكن لماذا لا نستخدمها في صنع قالب كاتو لذيذ ! "

ترفع نظرك الى السقف المتهالك مجددا ... تتأمل ذلك النوع من الأسرة القابعة فوقه ثم تقول :

الفم البشري خلق ليقوم بالكثير من الأمور العظيمة للإنسان .... لماذا لا تستخدمه الا بالكلام الساذج فقط ... !!اذهب و امنح احدى صانعات الكاتو من بنات جنسك المتفائل " قبلة " علها تنجب لكم يوماً ما بيضاً وطنياً ضد الكسر.. !!

No comments:

Post a Comment